تتطلب التمييز بين الأنواع المختلفة لطريقة التعامل في هذا النظام التجاري، إذ أن الحكم يمكن أن يتغير بناءً على تفاصيل كل حالة. سأوضح الأنواع الممكنة، مع بيان الأحكام الشرعية وفق الأدلة والتفسيرات الفقهية.

 **ما هو الدروب شيبينج؟**

كما ذكرنا، الدروب شيبينج هو نظام يقوم فيه البائع بتقديم منتجات على متجره الإلكتروني، ويتولى المورد أو المصنع شحن المنتج مباشرةً إلى العميل. البائع هنا لا يحتفظ بمخزون، ويعمل كوسيط بين المورد والعميل.

 **الأنواع الشرعية في الدروب شيبينج: الحلال والحرام**

 **1. الدروب شيبينج الشرعي (الحلال)**

يمكن اعتبار الدروب شيبينج حلالًا إذا تم اتباع الضوابط الشرعية التالية:

   – **التعاقد على أساس الوكالة**: إذا قام البائع بالعمل كوكيل عن العميل في شراء السلعة، فإن هذا الترتيب جائز. في هذه الحالة، يكون البائع بمثابة وسيط يتم توكيله من قبل العميل لشراء المنتج وشحنه إليه. إذن، يمكن للبائع أن يتقاضى رسومًا لقاء هذه الخدمة، ويكون صادقًا مع العميل بشأن دوره كوسيط.

   – **تملك المنتج قبل بيعه**: يجب على البائع شراء المنتج من المورد أو الاتفاق على شرائه قبل عرضه للبيع، ليصبح مالكًا له ويكون البيع مشروعًا. ويمكن أن يتم ذلك عبر عقد المرابحة الشرعية، حيث يقوم البائع بشراء المنتج من المورد أولاً ثم بيعه للعميل بعد أن يملكه بشكل كامل.

 **2. الدروب شيبينج غير الشرعي (الحرام)**

يعتبر الدروب شيبينج غير جائز في الحالات التالية:

   – **بيع ما لا يملك**: إذا قام البائع ببيع المنتج للعميل قبل امتلاكه له، ولم يكن لديه سلطة عليه، فهذا يعتبر من صور بيع ما لا يملك، وقد نهى النبي ﷺ عن هذا النوع من البيع. فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: “سألت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يأتيني الرجل يسألني البيع ليس عندي ما أبيعه منه، ثم أبتاعه من السوق. فقال: لا تبع ما ليس عندك” (رواه الترمذي).

   – **عدم تحمل المسؤولية عن المنتج**: إذا كان البائع لا يتحمل المسؤولية عن جودة المنتج أو توصيله، فهذا قد يكون غير جائز، لأن البائع يتحمل مسؤولية المنتجات التي يبيعها للعميل، وعدم تحمل المسؤولية قد يؤدي إلى الغرر.

 **دعم الموقف الشرعي بالأدلة**

 **1. النهي عن بيع ما لا يملك**

   – عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “لا تبع ما ليس عندك” (رواه الترمذي). هذا الحديث يُفهم منه أن البائع يجب أن يمتلك السلعة أو يكون وكيلًا مخولًا بالتصرف فيها.

 **2. القاعدة الفقهية: “الغنم بالغرم”**

   – من القواعد الفقهية التي يجب مراعاتها “الغنم بالغرم”، أي أن من يريد تحقيق الربح عليه أن يتحمل المخاطر أيضًا. وبالتالي، يجب على البائع أن يتحمل المخاطر المرتبطة بالسلعة التي يبيعها، مثل مسؤولية الشحن والجودة.

 **3. اشتراط الوكالة عند العمل كوسيط**

   – في نظام الوكالة، يُعتبر البائع وسيطًا، ويكون صادقًا بشأن دوره كوكيل. فإذا كان يقوم فقط بتقديم خدمة شراء للعميل مقابل أجر معلوم، فهذا جائز.

 **خلاصة الحكم الشرعي للدروب شيبينج**

يمكن تلخيص الحكم على الدروب شيبينج كما يلي:

1. **الدروب شيبينج جائز** إذا التزم البائع بالضوابط الشرعية، مثل امتلاك المنتج أو توكيل العميل له، وتحمله المسؤولية عن جودة المنتج والتوصيل.

2. **الدروب شيبينج غير جائز** إذا كان البائع لا يمتلك المنتج وقت البيع، أو لا يتحمل أي مسؤولية، أو يخفي دوره كوسيط عن العميل، مما قد يؤدي إلى الغرر والخداع.

 **نصيحة عند التعامل بالدروب شيبينج في السعودية**

للبقاء على المسار الصحيح شرعيًا، يُفضل:

– **التأكد من امتلاك المنتجات المعروضة** أو الحصول على توكيل صريح من العميل قبل الشراء.

– **التعامل مع موردين موثوقين** يمكن الاعتماد عليهم في جودة المنتج وتوصيله.

– **إيضاح شروط التعامل** للعميل لضمان الشفافية والالتزام بالمعايير الشرعية.

 **الخاتمة** يعد الدروب شيبينج مشروعًا تجاريًا مباحًا إذا تم وفق الضوابط الشرعية من توكيل وامتلاك حقيقي للمنتج قبل بيعه.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *